"جزء ماخوذ عن كتاب*دراسات احصائيه عن الاقليات الاسلاميه فى العالم*ل محمد محمود محمدين استاذ مساعد:جامعه الملك سعود بكليه الاداب قسم جغرافيا"
****************************************
يختلف
تقدير أعداد الأقليات المسلمة في العالم بين الباحثين ، فمنهم من يقدر أعداد هذه
الأقليات بأقل من 220مليونا ، ومنهم من يقدر أعداد الأقليات المسلمة ، بل إنه يشمل
كذلك عدد الدول الإسلامية إذ أن بعض الباحثين يقدر عدد الدول الإسلامية بسبع
وخمسين وحدة إسلامية [1]
، وبعضهم الآخر يقدر عدد الدول الإسلامية بخمسين دولة (اثنتين وعشرين دولة آسيوية
، وسبع وعشرين دولة أفريقية ، ودولة أوروبية)[2]
.
وفي
دراسة أجراها فريق من الباحثين بمجلة Time قدر عدد الدول الإسلامية بسبع وثلاثين دولة على النحو التالي : (
عشرون دولة إسلامية في آسيا ، ست عشرة دولة في أفريقيا ، دولة واحدة في أوروبا هي
ألبانيا )[3]
.
إذا
كان هذا هو الاختلاف في تقدير عدد الأقطار الإسلامية ، فليس من المستغرب إذا أن
يكون هناك اختلاف كبير في تقدير أعداد الأقليات المسلمة في العالم .
إن
اختلاف الباحثين في اعتبارهم الدولة إسلامية أو غير إسلامية ينعكس أثره ويتردد
صداه في تقدير عدد الأقليات المسلمة ، لانه في حالة تقدير الباحث أن دولة ما
إسلامية يجعله ملزما بأن يستبعد أعداد المسلمين فيها من الأقليات الإسلامية ، أما
إذا اعتبر أن الدولة غير إسلامية فإنه سيضيف سكانها المسلمين إلى أعداد الأقليات
المسلمة .
وهناك
مجموعة أخرى من العوامل التي لا يمكن تغافلها تحول دون تقديرات صحيحة للأقليات
المسلمة في العالم منها :
1.
عدم اهتمام كثير من الدول بإحصاء الأقليات الدينية بحجة أن مثل هذه التعدادت تؤدي
إلى مشكلات طائفية ، والحقيقة لا يمكن إنكارها ، هي أن بعض هذه الدول تخشى أن يدرك
المسلمون أحجام أعدادهم الحقيقية والأثر الذي يمكن أن يؤدي إليه ذلك.
2.
يلجأ كثير من المسلمين في الدول الشيوعية إلى إخفاء عقائدهم وشعائرهم الدينية ،
والتظاهر باعتناق المعتقدات التي تساير الاتجاه العام للدولة حتى يكونوا بمنأى عن
الاضطهادات ولا يحرموا الوظائف الكبرى والحساسة .
3.
يعيش معظم المسلمين في أقطار نامية لا تجري إحصاءات حيوية خاصة بعدد المواليد
والوفيات والزواج والطلاق وعدد أفراد الأقليات الدينية المختلفة .
4.
بينما يسود اتجاه عام بين الشيوعيين والمستعمرين الأوربيين يميل إلى تقدير عدد
المسلمين بأقل من عددهم الحقيقي ، فإن هناك من جهة أخرى بعض الباحثين المسلمين
الذين يميلون إلى المبالغة في تقدير عدد المسلمين .
5.
تتباين التعدادات التي تجريها الأقطار التي تضم المسلمين من حيث مواعيدها ، ودقتها
وشمولية معلوماتها ، وكل هذه أمور لا تساعد على التقديرات الصحيحة لأعداد المسلمين
، كما أن هناك أقطارا أفريقية لم تعرف التعدادات وكل ما هنالك من أرقام عن
المسلمين ليس إلا تقديرات أجرتها الحملات التنصيرية وفق ما يخدم أغراضها .
6.
يدرس بعض الباحثين جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإسلامية كوحدات مستقلة ، كما يدخل
نفر من الباحثين فلسطين المحتلة في أعداد الأقطار الإسلامية ، بينما يرى بعض
الباحثين غير ذلك .
7.
لعل من أهم الأسباب التي ينتج عنها اختلاف في تقدير أعداد الأقليات المسلمة بين ا
الباحثين ، هو اختلافهم حول تحديد مفهوم الدولة الإسلامية ، هل الدولة الإسلامية
هي الدولة التي تزيد فيها نسبة المسلمين على نصف سكانها ؟ أم أن الدولة تعد
إسلامية إذا كانت نسبة المسلمين فيها تزيد على أي من نسب أتباع الديانات الأخرى
وإن لم تتجاوز هذه النسبة 50% من جملة السكان ، وفي رأيي أن الدولة تعد إسلامية
إذا كان المسلمون فيها يمثلون أكبر نسبة بين أي من الديانات المختلفة التي تسود
هذه الدولة .
إن كل العوامل السابقة تجسد بما لا يدع مجالا
للشك مشكلة تقدير أعداد الأقليات المسلمة في العالم ، وتوضح سبب التباين في تلك
التقديرات بين الباحثين .
[1] - غلاب
محمد السيد ، حسن عبد القادر ، محمود شاكر (البلدان الإسلامية والأقليات الإسلامية
في العالم المعاصر ) من مطبوعات
المؤتمر الجغرافي الإسلامي الأول ، صفر سنة 1399هـ/يناير سنة 1979م .
[2] - محمد محمود ،(خريطة العالم الإسلامي) ، دراسات
مجلة كلية التربية ، جامعة الملك سعود ،م 4سنة1982م، ص 210 .
* حسبت الزيادة حسب معدلات متوسط النمو السنوي
للسكان في كل دولة من الدول التي تضم المسلمين اعتمادا على معدلات النمو السنوي في
تقارير الأمم المتحدة عن التنمية في العالم سنة 1984م .
0 التعليقات:
إرسال تعليق