الأحد، 20 نوفمبر 2011

تصديق الكاهن والمنجم

تصديق الكاهن والمنجم

قال الله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال الواحدي في تفسير قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم قال الكلبي لا تقل ما ليس لك به علم وقال قتادة لا تقل سمعت ولم يسمع ورأيت ولم تر وعلمت ولم تعلم والمعنى لا تقولن في شيء بما لا تعلم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال الوالبي عن ابن عباس يسأل الله العباد فيم استعملوها وفي هذا زجر عن النظر إلى ما لا يحل والاستماع إلى ما يحرم وإرادة ما لا يجوز والله أعلم وقال الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول قال ابن الجوزي عالم الغيب هو الله عز وجل وحده لا شريك له في ملكه فلا يظهر أي فلا يطلع على غيبه الذي لا يعلمه أحد من الناس إلا من ارتضى من رسول لأن الدليل على صدق الرسل إخبارهم بالغيب والمعنى أن من ارتضاه للرسالة أطلعه على ما شاء من الغيب ففي هذا دليل على أن من زعم أن النجوم تدل على الغيب فهو كافر والله أعلم وقال رسول الله من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وروينا في الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلاة الصبح في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس بوجهه فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب قال العلماء إن قال مسلم مطرنا بنوء كذا يريد أن النوء هو الموجد والفاعل المحدث للمطر صار كافرا مرتدا بلا شك وإن قال مريدا أنه علامة نزول المطر وينزل المطر عند هذه العلامة ونزوله بفعل الله خلقه لم يكفر واختلفوا في كراهته والمختار أنه مكروه لأنه من ألفاظ الكفار وهذا ظاهر الحديث وقوله في أثر سماء السماء هنا المطر والله أعلم وقال رسول الله من أتى عرافا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما رواه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله أناس عن الكهان فقال ليس بشيء قالوا يا رسول الله أليس قد قال كذا وكذا فقال رسول الله تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني فيقرها في أذن وليه أي يلقيها فيخلط معها مائة كذبة مخرج في الصحيحين وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقول إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم رواه البخاري وعن قبيصة بن أبي المخارق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول العيافة والطيرة والطرق من الجبت رواه أبو داود وقال الطرق الزجر أي زجر الطير وهو أن يتيامن أو يتشاءم بطيرانه فإن طار إلى جهة اليمين تيمن وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم قال أبو داود العيافة الخط قال الجوهري الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك وعن ابن عباس قال قال رسول الله من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد وقال علي بن أبي طالب الكاهن ساحر والساحر كافر فنسأل الله العافية والعصمة في الدنيا والآخرة موعظة عباد الله تفكروا في سلفكم قبل تلفكم وانظروا في أموركم قبل حلول قبوركم فتأهبوا للرحيل قبل فوت تحويلكم أين الأقرن الأخوان أين من شيد الإيوان رحلوا والله عن الأوطان ومزقت في اللحود تلك الأكفان هتف نذيرهم بأهل العرفان كل من عليها فان تقلبت بهم الأحوال ولعب بهم في أيدي الليالي وشغلوا عن الأولاد والأموال ونسيهم أحباؤهم بعد ليال عانقوا التراب وفارقوا الأموال فلو أذن لأحدهم في المقال لقال من رآنا فليحدث نفسه أنه وقف على قرب زوال وصروف الدهر لا يبقى لها ولما تأتي به صم الجبال رب ركب قد أناخوا حولنا يشربون الخمر بالماء الزلال والأباريق عليهم قدمت وعتاق الخيل تردى بالجلال عمروا دهرا بعيش ناعم أبيض دهرهم غير محال ثم أضحوا لعب الدهر بهم وكذاك الدهر يودي بالرجال

كتاب الكبائر_محمد بن عثمان الذهبي

أم الكتاب للأبحاث والدراسات الإلكترونية

0 التعليقات:

إرسال تعليق